كلمة الأمين العام لحزب التكتل مصطفى بن جعفر
أمام المجلس الوطني بعد ترشيحه للانتخابات الرئاسية .
– مدينة الزهراء، الأحد 14 سبتمبر 2014-
بسم الله الرحمان الرحيم

أيتها الأخوات المناضلات ، أيها الإخوة المناضلون ، أبناء وبنات حزب التكتل .
إنّه لشرف عظيم لي أن يدعوني هذا المجلس الوطني الموقر لأكون مرشح حزبنا العتيد للانتخابات الرئاسية القادمة وأن أستجيب بكل اعتزاز لهذه الدعوة خدمة لتونس الحبيبة ولأهداف ثورتنا المجيدة، ثورة 17 ديسمبر 2010- 14 جانفي 2011، وتكريسا للمبادئ والقيم التي ما فتئ حزب التكتل الديمقراطي يناضل من أجلها منذ تأسيسه في ذكرى شهداء الوطن، يوم 9 أفريل 1994.
في ذلك اليوم ، أي منذ أكثر من عشرين سنة ، التزمنا بتلبية نداء الوطن والواجب من اجل الوقوف ضدّ منظومة الاستبداد والفساد التي كشفت عندئذ عن وجهها الحقيقي، ومن أجل” الذود عن استقلال البلاد ونظامها الجمهوري وانتمائها العربي الإسلامي مع التطلّع الدائم إلى التقدّم والحداثة والسلم والتفتح على القيم الإنسانية … ومن أجل تكريس سيادة الشعب وإرساء دولة القانون – دولة التونسيين جميعا – عبر نظام ديمقراطي تعددي… ومن أجل تجسيم حق المواطنة…واعتماد الحوار والأساليب السّلمية في العمل السياسي …ومن أجل تجسيم الحرّيات العامة والفرديّة و احترام حقوق الإنسان .. ومن أجل المحافظة على حقوق المرأة وتطويرها .. ومن أجل حقوق الشغالين واعتبار الشغل حقّا لكلّ مواطن… ” كما جاء كلّ ذلك حرفيا في نص التصريح بتأسيس حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحرّيات يوم 9 أفريل 1994 .
واليوم، وقد تمّ تكريس كلّ هذه المبادئ والقيم والأهداف في نصّ الدستور الجديد، دستور الثورة، فإنّنا نُقْدِمُ بعد انتهاء المرحلة التأسيسية بنجاح على بناء تونسنا الجديدة، تونس الحرّية والكرامة، على تلك الأسس المتينة من أجل دوام عزّها ومجدها وتألّقها بين الأمم.
وإنّي إذ أجدد لكم وللتونسيّين والتونسيات جميعا التزامي بهذه المبادئ والقيم الجمهورية التي قَضّيْتُ حياتي مناضلا في سبيلها، فإنّي أعتبر أنّ أَوْكَدَ واجبات المتر شح لرئاسة الجمهورية هي أن يحرص على استقرار البلاد ومناعتها وعلى استمرارية مؤسساتها.
ولقد كنت عبّرت منذ بضعة أشهر عن رغبتي في الاستقالة من رئاسة المجلس الوطنيّ التأسيسي بعد انتهاء المصادقة على مختلف النصوص التأسيسية وفي مقدمتها الدستور الجديد، إلاّ أن المخاطر الأمنيّة التي لا تزال مُحْدِقَةً ببلادنا ودقة الظرف الاقتصادي والاجتماعي ونحن على أبواب الانتخابات تدعو كلّ قادة البلاد في هذا الظرف الحساس إلى البقاء في مواقعهم جُنُودًا لضمان استمرارية المؤسسات والذود عن هذا الوطن العزيز وحماية ثورته، كلّ من موقعه عندما يتربص بهما الأعداء سواء من الداخل أومن الخارج.
والله تعالى شاهد عَلَيَّ، والتونسيّون والتونسيات، إنّي أَرْبَأُ بنفسي عن استعمال منصبي كرئيس للمجلس الوطنيّ التأسيسي للاستفادة منه كمرشّح للانتخابات الرئاسية على حساب غيري من المترشحين.
أُجَدِّدُ لكم اعتزازي بأن أكون واحدا منكم في هذه العائلة التكتليّة الكبيرة والمناضلة، وَعَهْدًا أنّي سأظلّ وَفِيًّا لهذا الوطن كما تَرّبَيْتُ على ذلك منذ صغري، وَعَهْدًا أنّي سأظل وفيّا لشهداء الثورة ولأهداف الثورة، والله أسأل أن يوفّقنا جميعا في خدمة هذه البلاد حاضرا ومستقبلا وكيفما كانت مواقعنا.
عاشت تونس حرّة أبيّة
وعاش شعبها كريما عزيزا