لم يبق إلا أسبوع على موعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي الذي سيسجله التاريخ حيث سيمارس الشعب التونسي لأول مرة في تاريخه التعبير الحر على إرادته.

و التكتل،الحزب العريق في النضال من أجل الديمقراطيّة و الحرّيّات حريص اليوم على تسليط الأضواء على استراتيجيته قبل نهاية الحملة الانتخابية و عرض تصوراته لما بعد 23 أكتوبر

أولى أهداف الحزب كانت و لازالت و ستبقى تحقيق أهداف الثورة

حزب  التكتل اختار القطع النهائي مع كامل منظومة الاستبداد و الفساد من أجل تونس جديدة يشارك في بنائها من موقع طلائعي ليعيد للشعب سيادته و للدولة هيبتها و للمواطن كرامته.

منذ 14 جانفي  و في مناسبات عديدة جسمنا خيارات و أصدعنا بمواقف بدت وقت صدورها ضدّ التيار و لكن تبيّن في كلّ مرّة صواب مواقفنا و خياراتنا حيث التقت دوما مع مطامح شعبنا و أهداف ثورته المجيدة:
• رفضنا المشاركة في حكومة محمد الغنوشي الأولى و أسقطها الشعب
• رفضنا المشاركة في حكومة محمد الغنوشي الثانية و أسقطها الشعب
• رفضنا خيار الانتخابات الرئاسية كمدخل للانتقال الديمقراطي و كنا مع خيار دستور جديد و انتخاب مجلس وطني تأسيسي و هذا ما أيّده شعبنا
• أيدنا و شاركنا في مجلس حماية الثورة و منه الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة من موقع المسؤولية و الإخلاص و دون تلكؤ أو مساومات
• أيّدنا موقف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الداعي لتأجيل الانتخابات من جويلية إلى أكتوبر 2011 و هذا ما حاز على الإجماع في الأخير
• كنا في مقدمة من نادى بتقنين تمويل الأحزاب و مراقبة المال السياسي و صادقنا على المرسوم الخاص بالموضوع دون مساومات
• رفضنا التشويش على المسار الانتخابي عندما طرحت مناورة الاستفتاء
• و أخيرا و ليس بآخر، انضبطنا لقرارات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بخصوص الإشهار السياسي
هذا التمشي دليل على استقرار مواقفنا و ثبات خياراتنا و تقديمنا لمصلحة شعبنا في إنجاح مسار الانتقال الديمقراطي على كلّ مصلحة حزبيّة ضيّقة

ليس لحزب التكتل أعداء على الساحة السياسية بل منافسون سياسيون، و قد عبّرنا عن رؤيتنا هذه في أكثر من مناسبة لقناعتنا الثابتة بأنّ تونس تتّسع لكلّ بناتها و أبنائها و لا يمكن أن نبنيها على أسس التخويف و التفريق.

عندما رفض التّكتل الدخول في أقطاب و جبهات انتخابية كان ذلك من منطلق حرصنا على أن نترك للشّعب فرصة التعرف على حزبنا و برنامجنا و قيمنا، لنمكّنّه من الاختيار و الفرز بمناسبة هذه المحطّة الانتخابية الأولى و التأسيسيّة ،حيث كنّا أولى الأحزاب الّذي أعدّ برنامجه و وزّعه على أوسع نطاق و عرضه في كامل جهات البلاد.

و حرصا على مصداقيتنا و على شفافية حساباتنا الماليّة كان حزبنا، حزب التكتل، أول من عرض على الرأي العام كشفا دقيقا و مفصّلا لمصادر تمويله و طرق صرفها في مؤتمر صحفيّ.

واليوم نكون أول من يعلن لشعبنا ماذا سنصنع بأصوات ناخباتنا و ناخبينا، إذ مع إعلان نتائج الانتخابات سوف تكون للمجلس الوطني التأسيسي المنتخب مهمّتان أساسيتان:
• صياغة دستور جديد
• انتخاب رئيس جديد و تشكيل حكومة شرعيّة تدير شؤون البلاد مدّة صياغة الدستور

– صياغة دستور جديد يثبت هويّة شعبنا العربيّة الإسلاميّة، يحفظ المكاسب و يحمي كلّ الحقوق و كلّ الحرّيات و يدعم المساواة الكاملة بين الرجل و المرأة. و سندافع بكل حزم على مشروعنا المجتمعي الحداثي و الديمقراطي الّذي نؤمن به  و المبلور في برنامجنا، و على هذا الأساس سوف نلتقي أو نختلف في صياغة كلّ بند من الدستور مع باقي الأطراف المكوّنة للمجلس  الوطني التأسيسي

– أمّا في خصوص تركيبة الحكومة المقبلة و مهامها، يهمّ التكتل الإعلان بكلّ وضوح انخراطه الكامل في مشروع الحداثة و التقدّم و الاعتدال المتعلّق به شعبنا كما نعلن اليوم على عدم وجود أيّ تحالف قبل الانتخابات أو بعدها، مع حزب حركة النهضة أو غيره، مع قناعتنا الراسخة بصواب مسعى حزبنا في ضرورة التواصل مع الأطراف السياسيّة الأساسية المنتخبة تمهيدا لبلورة أوسع توافق لتشكيل حكومة مصلحة وطنيّة. و ينطلق هذا الخيار من اقتناعنا  بإن نهج الاستقطاب الثنائي – و خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها بلادنا – عقيم في نتائجه، محفوف بمخاطر تهدد الأمن و الاستقرار و السلم الاجتماعي و لنا في أحداث الأيام الأخيرة أكبر دليل على ذلك.

– من ناحية أخرى سيلتزم حزبنا – وفاء لأهداف الثورة المجيدة- بتكريس التغيير الفعلي و اجتناب الصّيغ الغير واضحة لإدارة شؤون البلاد في هذا الظرف الانتقالي الحسّاس و الّذي ينتظر فيه شعبنا منّا المسؤوليّة و الإجابات الصحيحة على انتظاراته المشروعة و بالأخصّ منها ضمان أمنه و توفير شروط كرامته