عشرة أيام تفصلنا عن موعد انتخاب المجلس الوطني التأسيسي. و ككل من تصدى للاستبداد و ساهم في النضال من أجل الحرية و الديمقراطية ووقف إلى جانب الثورة وسعى إلى تحقيق أهدافها، فإن حزب التكتل يشعر بالاعتزاز أمام ما تحقق من خطوات ثابتة في اتجاه الإعداد لتنظيم أول انتخابات تعددية وديمقراطية في تاريخ تونس، ولكنه في نفس الوقت يعير أهمية قصوى لما يستوجبه الوضع من يقظة كل الأطراف المعنية حتى نتجنب كل ما من شأنه أن يُحدث توترا أو بلبلة لدى الرأي العام و يهدّد، لا قدر الله، بتعثّر المسار الانتخابي في مرحلته الأخيرة.
ونظرا إلى دقّة الوضع الذي تمر به البلاد، فإن حزب التكتل يهيب بكل الأطراف المترشحة للانتخابات، أحزابا كانت أو مستقلين أن تحترم أخلاقيات المنافسة النزيهة وتلتزم بقانون الانتخابات وقواعده كما حددته الهيئة العليا المستقلة المشرفة على الانتخابات. كما يدعو التكتل الساهرين على وسائل الإعلام بكل أصنافها إلى ملازمة الحياد بين المتنافسين، و تجنب كل ما من شأنه أن يستفز مشاعر المواطنين أو يمسّ من معتقداتهم ومقدساتهم وكل ما يصبّ في خانة التوظيف السياسي للدين ومهما كان هدف هذا التوظيف وغايته ومأتاه.
لقد سعى التكتل دوما إلى تجميع القوى من أجل تحقيق أهداف الثورة، متفاديا أساليب الإثارة وكل ما من شأنه أن  يخلق التوتر و يدفع إلى التصادم. إن المنافسة لا تعني المعاداة. و إن المصلحة الوطنية والوفاء لثورة الكرامة يحتمان علينا جميعا ضبط النفس وتوفير الظروف المثلى حتى يكون موعد 23 أكتوبر القادم يوم عرس للديمقراطية و مصدر فخر و اعتزاز للتونسيين و التونسيات.

عن المكتب السياسي
الأمين العام
د. مصطفى بن جعفر