في هذا الظرف الدقيق من تاريخ تونس وهي في حرب معلنة ضد الإرهاب وبعد بضعة أيام من العملية الإرهابية التي أسفرت عن استشهاد مجموعة من أعوان الأمن الرئاسي، ألقى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي خطابا للشعب التونسي حظي بدعاية مكثفة كامل يوم أمس على أساس أنه سيتعلق بقضايا وطنية و على رأسها الإرهاب، و سُخّرت له أغلبية وسائل الإعلام العمومية والخاصة، وكان المواطن ينتظر منه إجراءات واضحة تبعث برسالة طمأنة على قدرته على قيادة تونس إلى بر الأمان. فما راعنا إلا أنه خصّص أكثر من ثلثي وقت مداخلته لأزمة حزب نداء تونس ولمبادرته الرامية لإيجاد حلول للانشقاقات صلب قياداتها في مخالفة صارخة للفصل 76 للدستور.

إثر هذه السابقة الخطيرة، فإن حزب التكتل من أجل العمل و الحريات:

  • يعبر عن يقينه بأن المرحلة الدقيقة تتطلب تضافر الجهود من أجل تكريس الوحدة الوطنية ضد آفة الإرهاب وتتطلب من الجميع التحلي بالانضباط وروح المسؤولية وتتطلب خاصة من كل المسؤولين في مؤسسات الدولة، و في مقدمتهم رئيس الجمهورية، أن يتعاملوا بجدية مع المهمة الموكلة إليهم من قبل الشعب بعيدا عن الحسابات الشخصية الضيقة؛
  • يرفض قطعيا هذا الخلط بين الشؤون الداخلية للحزب الحاكم ومؤسسات الدولة، والذي عانى منه الشعب التونسي مدة عقود والذي خلناه  ولّى و انقضى  بفضل الثورة وبفضل إرساء دستور الجمهورية الثانية؛
  • يطالب رئيس الجمهورية بالكف عن الاستخفاف بأحكام الدستور الذي وجب عليه لا احترامه فحسب بل السهر على فرض احترامه من قبل الجميع؛
  • يطالب مجلس نواب الشعب بتحمل مسؤلياته في غياب محكمة دستورية – كان من المفروض أن تكون قائمة الذات- بمساءلة مؤسسة رئاسة الجمهورية حول هذه السابقة الخطيرة.

تونس في 30 نوفمبر 2015

المكتب السياسي لحزب التكتل من أجل العمل والحريات