تلبية للدعوة التي تلقاها مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي وامين عام حزب التكتل الديمقراطي
من اجل العمل والحريات من جامعة”جون هوبكينس” ومركز العلاقات الأطلسية والمبادرة لتنمية العلاقات مع دول البحر الابيض المتوسط ألقى مصطفى بن جعفر محاضرة بحرم الجامعة بحضور جمع من السفراء والباحثيين والطلبة وحضور إعلامي متميز حيث أكد مصطفى بن جعفر خلال هذه المحاضرة بان تونس برهنت عن شجاعتها المتناهية من خلال إرادتها الوطنية في العمل على القطع النهائي مع منظومة الفساد والإستبداد التي كان يتزعمها الرئيس المخلوع الذي قاد البلاد مدة 23 سنة وأكدت تونس جدارتها في تحقيق الإعتدال والعمل بكل صبر وحكمة في تحقيق توافقات تاريخية من اجل بناء دولة المؤسسات الجديدة وإصلاح المنظومة الإقتصادية والحرص على توفير مناخ أمني دائم.
كما اكد مصطفى بن جعفر خلال محاضرته بأن نجاح التجربة الإنتقالية الديمقراطية في تونس هي ليست مصدر طمئنينة وامل للتونسيين فحسب بل لكل المنطقة العربية حيث كانت تونس الشعلة الديمقراطية التي بعثت بموجاتها الإجابية إلى كامل أرجاء العالم العربي .
وبين مصطفى بن جعفر في موضع آخر بان نجاح التجربة الديمقراطية في تونس وتميزها كان أساسا في الإحترام المقدس لإرادة الشعب وإختيراته التي جسدتها المؤسسات واساسا المجلس الوطني التأسيسي حيث كان هاجس إحترام هذه الإرادة الشعبية مصاحبا لمختلف مراحل عملية صياغة الدستور وفاءا لأصوات الناخبيين والناخبات في اول إنتخابات ديمقراطية مستقلة في تاريخ تونس ( 23 اكتوبر 2011)
هذه الإرادة الشعبية التي وقع تفعيلها بإنتصاب المجلس الوطني التأسيسي وذلك رغم كل المحاولات الفاشلة التي عملت على حلّ هذا المجلس .
وشدد مصطفى بن جعفر ان نجاح المجلس الوطني التأسيسي في إتمام المسار التاسيسي كان مبنيا على القدرة الفائقة في بناء قاعدة توافقية تجاوزت العملية الحسابية الإنتخابية البسيطة التي أفرزتها إنتخابات 23 أكتوبر 2011
وفي حديثه عن دستور الجمهورية الثانية أكد مصطفى بن جعفر ان تونس نجحت في صياغة دستور كرس وفرض الطابع المدني للدولة التونسية وهذا يؤكد من جديد على خصوصية المجتمع المدني الإسلامي التونسي ومفهوم الإسلام المتشبع بالقيم الإنسانية والكونية التي جعلت من تونس نموذجا متميزا.
واضاف مصطفى بن جعفر ان دستور الجمهورية الثانية كان نتيجة الحوار الدائم الذي كان يجمع جملة من القوى السياسية التقدمية التي يتزعمها حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات.
هذه القوى التقدمية التي تعاملت مع حركة النهضة منذ سنوات عديدة وفي عهد النظام البائد.
وبين مصطفى بن جعفر خلال هذه المحاضرة بان نجاح المسار الدستوري هو نجاح مكونات المجتمع المدني التي لم تتوقف على التفاعل الدائم مع اعمال المجلس الوطني التأسيسي لتعبر عن حرصها وتعبر عن نظرتها الخاصة في كل ما يخص منظومة الحقوق والحريات.
وفي الاخير وامام جمع من الحاضريين الذين أبدوا إهتماما بالغا في متابعة هذه المحاضرة أكد مصطفى بن جعفر أن تونس تحمل امل ترسيخ نموذج للإستقرار الدائم في العالم العربي ونموذج قائم على القيم الديمقراطية والتعددية الحزبية والعدالة الإجتماعية وان دعم الولايات المتحدة الامريكية هو دعم أساسي في هذه المرحلة الحساسة التي على تونس أن ترفع كل التحديات الإقتصادية والإجتماعية والامنية.