في خضم محاولة التهديد الداعشي لارض الوطن ونخوة الشعب التونسي في الدفاع عن سيادته وتعبيره عن وحدته مع قواته العسكرية والأمنية في وقفة رائعة، تواصل الحكومة التونسية الاصطفاف ضمن المحور الوهابي عبر وزير الخارجية الذي صادق يوم أمس على البيان الصادر  عن  وزراء الخارجية العرب بمناسبة اجتماعهم في مصر، بيان ثان يصنف حزب الله اللبناني كمنظمة ارهابية وسط رفض العراق ولبنان وتسجيل ملاحظة من طرف الجزائر وفي غياب اي تحفظ من طرف الوفد التونسي.

بعد الغليان الذي عقب بيان مجلس وزراء الداخلية العرب في تونس وما تلاه من  تراجع وزارة الخارجية عن الموقف الأول اثر إعلان رئيس الجمهورية عن هذا التراجع، ها أن وزير الخارجية يضرب عرض الحائط بالاجماع التونسي الذي عبرت عنه رسميا أغلبية الأحزاب و منظمات المجتمع المدني وحتى رئيس الجمهورية الذي يتولى دستوريا ضبط السياسات العامة في مجال العلاقات الخارجية.

ولذا فنحن في حزب التكتل نطالب باستقالة وزير الخارجية الذي بموقفه هذا يواصل المَس من هيبة الدولة ومن سيادتها ومن مكانة مؤسسة رئاسة الجمهورية ويضعف الوحدة الوطنية في هذه  الظروف  الدقيقة التي تمر بها بلادنا. واننا نعتبر أي صمت من طرف رئاسة الجمهورية عن هذا التجاوز اعلانا ضمنيا أن هذا الموقف هو موقف رئيس الجمهورية خلافا لما صرحت به رسميا رئاسة الجمهورية وأنها بذلك تتحمل المسؤولية كاملة لهذا الموقف ومسؤولية كل تداعياته على الوضع في المنطقة وعلى ارض الوطن.

معز بن ضياء

عضو المكتب السياسي المكلف بالعلاقات الدولية