البيان الانتخابي
أيّها التونسيّون، أيّتها التونسيّات،
- من أجل إحياء الأمل و للوقوف في وجه نظام بن علي المستبدّ، ومنذ أكثر من 17 سنة، أسّسنا حزب التكتّل بقيادة مجموعة من المناضلين الأحرار على رأسهم الدكتور مصطفى بن جعفر، كان ذلك يوم 9 أفريل 1994 ، في ذكرى شهداء الوطن.
- و لأنّ حزب التكتّل رفض التعدّديّة المغشوشة و الانخراط في منظومة الدّيكور الديمقراطي، ظلت السلطة في العهد البائد – و حتّى بعد الاعتراف القانوني بحزبنا يوم 25 أكتوبر 2002 – تحاصر مناضلينا و تعمل على تهميش حزبنا في الواقع السّياسي و الإعلامي و تحرمه من أيّ تمويل عمومي.
- و إيمانا بمستقبل تونس و شعبها و بمبادئ الحرّية والعدالة و المساواة و الكرامة، ناضلنا ضذّ القهر و الظّلم و الحيف الاقتصادي و الاجتماعي و ضد المحسوبيّة و الانتهازية و الفساد، و كانت إرادتنا أكبر من الخوف و من قمع نظام بن علي و ظلمه.
أيّها التّونسيّون، أيّتها التّونسيّات،
- اليوم و قد أنجز الشّعب التّونسيّ ثورته المجيدة، فقد صار قادرا على تحقيق أهداف الثّورة في الحرّية و الكرامة و العدالة، و الّتي ضحّى شبابنا في سبيلها بدمائهم الزّكيّة، و ناضلت من أجلها القوى الحيّة طوال عقود بثبات و صمود.
- و إيمانا منّا في حزب التكتّل بأنّ مصير التّونسيين و التّونسيّات قد صار بين أيديهم، و بأنّ انتخابات المجلس الوطني التّأسيسي تمثّل منعرجا حاسما في انطلاق الإصلاح الدستوري و السّياسي الّذي ما فتئنا ندعو إليه و نناضل في سبيله, وكذلك في انطلاق الإصلاحات الاقتصادية و الاجتماعية و التربويّة و الثّقافيّة، فإنّ حزب التكتّل سيعمل صلب المجلس التأسيسي، و في كامل المرحلة الانتقالية الّتي ستدخلها بلادنا و شعبها – و بكلّ ما أوتي من قوّة – على تحقيق ما يلي على وجه الخصوص :
1- إصلاح دستوري و سياسي يبني جمهوريّة ديمقراطية عصريّة
- وضع دستور جديد يحفظ مكاسب المجتمع و يقطع مع الاستبداد و يؤسّس لجمهوريّة ثانية تقوم على السّيادة الفعليّة للشعب.
- إرساء نظام جمهوري مدني يؤمّن الديمقراطية و الاستقرار و يضمن التّوازن بين السلط و الفصل بينها و يحقّق استقلالا فعليّا للقضاء، ويضمن التداول السّلمي على السّلطة.
- إرساء آليّات لضمان مراقبة مختلف السّلط، و ذلك خاصّة بإنشاء محكمة دستوريّة و إرساء دولة القانون كمنظومة فعليّة.
- دعم الهويّة الغربيّة الإسلاميّة المستنيرة للشعب التّونسي في أصالتها ومكوّناتها و في انفتاحها على حضارات العالم و القيم الكونيّة.
- رعاية الدولة لدور العبادة و ضمان تحييدها عن العمل السّياسي بما يصون حرمتها و يجعل الدّين الإسلامي الحنيف بعيدا عن كلّ الخلافات و الحسابات و التوظيفات السّياسيّة.
- إقرار المساواة الكاملة بين المرأة و الرّجل و إقرار الحرّيات الفرديّة و العامّة و الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثّقافيّة ضمن الدستور و جعلها غير قابلة للتراجع عنها.
- ضمان حقّ العيش في بيئة سليمة متوازنة و مستدامة و اعتباره من الحقوق الأساسيّة.
- ضمان انتخاب الهياكل الجهويّة و المحلّيّة و تمثيليّتها و إسنادها صلوحيّات تقريريّة.
- ضمان إعلام حرّ و تعدّدي ببعث هيئة إشراف فاعلة متوازنة التركيبة و ساهرة على أخلاقيّات المهنة.
2- منوال تنموي جديد من أجل اقتصاد متين و مشروع مجتمعي عادل
- القيام بإجراءات فوريّة تدفع عجلّة الاقتصاد وتدفع التشغيل في كلّ القطاعات و تمكّن من التّصرّف في مخلّفات النّظام السّابق.
- التّصدّي للأوضاع الاجتماعية الهشّة و الفقر و الخصاصة حتّى تعود لكلّ المواطنين الثّقة في المستقبل و الأمل في حياة كريمة و ظروف عيش أفضل.
- استعادة الدّولة لدورها التعديلي في المظومة الاقتصادية و الضّامن للانسجام الاجتماعي و التنمية المستديمة.
- العمل على دفع الاستثمار و روح المبادرة في إطار نموذج تنموي جديد يرسي ثقافة المؤسّسة المواطنيّة القائمة على العقد الاجتماعي و ثقافة الحوار بين مختلف الأطراف الاجتماعية.
- تقليص التّفاوت بين الجهات و تعزيز تطوّر اقتصادي متوازن، و ذلك خاصّة بفكّ عزلة المناطق الدّاخليّة من خلال تقسيم أفقي للتّراب التّونسي إلى 5 أقاليم كبرى أكثر توازنا و تتكامل فيها مختلف القطاعات .
- العمل من أجل أن يكون التّونسي المقيم في الخارج مواطنا كامل الحقوق و السّهر على أن تكون كلّ حقوقه مضمونة و محترمة في بلد إقامته.
3- ثورة الكرامة ستكون كذلك ثورة في مجالَيْ التربية الوطنيّة و الثّقافة
- وضع إصلاحات هيكليّة للنظام التربوي من أجل تعليم أساسي إجباري و عصري و مجاني، و من أجل تكوين شباب يتميّز بروح المواطنة و الاستقلالية و القدرة على الخلق و الإبداع.
- اعتماد مقاربة استشرافيّة للتعليم تكون متناغمة مع سوق الشّغل ومهن المستقبل و تضمن جودة التعليم في كلّ مراحله.
- صياغة منظومة جديدة للتوجيه الجامعي، بصفة تدريجيّة , تمكّن من تحديد دقيق للمسار الجامعي للطالب يلائم بين رغبته و قدراته وقابليّة التشغيل.
- العمل على تعميم فضاءات الخلق و الإبداع و التكوين الثّقافي و المكتبات داخل كافّة التّجمّعات السّكنيّة.
- تشجيع الخواص على الاستثمار في الثّقافة و العمل على إحداث وكالة النّهوض بالاستثمارات الثّقافيّة.
4- إعادة بناء سياسة خارجيّة منسجمة مع طموحات شعبنا و انتمائه الحضاري
- العمل على إعادة بناء العلاقات المغاربيّة ووضع أسس جديدة للصرح المغاربي
- تفعيل رصيد الثّورة لتطوير الفكر الديمقراطي و نصرة قضايا التحرّر في الوطن العربي، و العمل بوجه خاص و على كلّ المستويات على مناصرة الشّعب الفلسطيني و حقّه المشروع في إقامة دولته المستقلّة على حدود 4 جوان 1967 .
- العمل على رسم شراكة تونسيّة أروبيّة متوازنة تكفل تنمية متقاسمة و رخاء مشتركا، و العمل على رسم علاقات عربيّة – إفريقيّة – أروبيّة تخدم الصالح المشتركة.
- صيانة استقلاليّة القرار الوطني في علاقاتنا الدّوليّة مع تفعيل دور تونس في المنظومة الأمميّة.
أيها النّاخبون، أيّتها النّاخبات،
تلك هي أهدافنا و مبادئنا واختياراتنا في حزب التكتّل، و الّتي نناضل من أجلها منذ أكثر من 17 عاما، في ثبات وصمود. إنّها أهداف و مبادئ واختيارات تلتقي كلّيّا مع أهداف ثورتنا المجيدة. فصوّتوا لقائمات التكتّل، قائمات الثّبات على المبدإ، قائمات السّمكة رمز الخير و النّماء