بمناسبة إحياء الذكرى الرابعة لثورة الحرية والكرامة، ثورة 17 ديسمبر 2010 – 14 جانفي 2011، يحيي حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات كل التونسيين والتونسيات الذين خرجوا أفواجا غير عابئين بقوة الدكتاتورية، ويحيي بكل خشوع و إجلال الشهداء و الجرحى  الذين سقطوا في ميادين التصدي للظلم والقهر، كما يحيي كل المناضلين والمناضلات الذين تعرضوا للسجن و التعذيب و العنف والإيقاف والتهجير،  وجميع  الهيئات والأطراف السياسية والاجتماعية ومكونات المجتمع المدني الذين وقفوا وقفة الرجل الواحد لإسقاط نظام الديكتاتورية والفساد.

و يؤكد الحزب بهذه المناسبة أن مناضلاته ومناضليه سيظلون دائما أوفياء لهذه التضحيات التي جاءت لتتوج عقودا من النضال ضد الاستبداد والتهميش ومن أجل إرساء قيم العدالة والحرية والديمقراطية.

و يذكر الحزب بأن الثورة تحققت بفضل الوحدة الصماء بين التونسيين والتونسيات و أن الوحدة الوطنية تبقى دائما هي الكفيلة بتحقيق ما تتطلبه مصلحة البلاد من مكافحة للإرهاب و ضرب أيادي الغدر والخيانة التي أسقطت بشهداء قواتنا العسكرية والأمنية واغتالت الشهيدين شكري بالعيد ومحمد البراهمي، ويعبر الحزب بهذه المناسبة عن تضامنه مع عائلات الصحفيين المختطفين سفيان الشورابي ونذير القطاري ووليد كسيكس، الموظف في السفارة التونسية في طرابلس، ويطالب الحزب السلطات التونسية ببذل كل المجهودات من أجل الإفراج عن أبناء الوطن.

كما يؤكد الحزب على أن الوحدة الوطنية ضرورية لمجابهة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة واستكمال الإصلاحات الهيكلية اللازمة لتحقيق التنمية الشاملة و العدالة الاجتماعية والنهوض بالجهات الداخلية والتقليص من هوة التفاوت بين الفئات الاجتماعية والجهات.

ويحيي الحزب نجاح تونس خلال السنوات الأربعة في تحقيق أول أهداف الثورة باستكمال المسار الانتقالي والاستحقاقات الانتخابية و بناء المؤسسات السياسية و الهيئات المستقلة وسن التشريعات الضامنة لإرساء الديمقراطية وحماية الحريات، وأهمها دستور الجمهورية الثانية الذي يضمن الحريات الأساسية ويؤكد الطابع المدني للدولة ويكرس المساواة بين المرأة والرجل ويعيد للشعب ما سلب منه من حقوق ومكاسب، وذلك بفضل  منهاج تونسي توافقي فريد من نوعه أبهر العالم كله و كان التكتل أول من طالب به ومن دافع عنه وسعى لإقناع الأطراف السياسية به منذ أكتوبر 2011.

كما يؤكد حزب التكتل باعتباره حزبا وطنيا مناضلا أنه سيبقى وفيا على الدوام لثورة الحرية والكرامة،  متمسكا ومدافعا عن كل أهدافها وعن مكاسبها الديمقراطية التقدمية، ويدعو كل القوى الحية لملازمة اليقظة من أجل  القطع الفعلي مع ممارسات الماضي والمنوال التنموي القديم و لتحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين ظروف عيش الفئات الوسطى والفقيرة، وتكريس مبادئ الدستور والحوكمة الرشيدة وأسس الديمقراطية الفعلية .

 

عاشت ثورة الحرية و الكرامة.

عاشت تونس حرة منيعة.

المجد للشهداء.

تونس في 14 جانفي 2015

حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات.