لازال الحلم ممكنا … مادام الفكرة لم تمت

6-08-2019

بقلم محمد الجنحاني، رئيس منظمة الشباب الإشتراكي الديمقراطي

لماذا مازلت في حزب التكتل ؟
سؤال يطرح عليا اينما ذهبت ، لدرجة يشعرك انك تقوم برحلة كل شهر الى نفس المدينة .. لان سياسيين هذا البلد اصبحوا مطبعين مع السياحة الحزبية و اصبح من يتمسك بحزبه امر عجيب و غريب.
التحقت بحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات مباشرة بعد الثورة عندما هب كل شباب تونس للنشاط السياسي متفائلا بمستقبل أفضل لتونس ، بلد تتحقق فيه الديمقراطية و العدالة الاجتماعية بين المواطنين، بعد تضحيات أجيال وأجيال وراء هذا الحلم. لهذا اخترت التكتل هذا الحزب التاريخي و المنبثق من رحم الاشتراكيين الديمقراطين الذي ناضل لما كان الوقوف في وجه الاستبداد شرفا لا يناله الكثيرون. و ابتعدت عن احزاب الفطريات التي تنشأ كل يوم في تربة من العفن أو تصنعها أموال لا نعلم مصدرها .

اخترت العمل السياسي أيضا لقناعة راسخة أن الثورة أتت لنصبح شعب المواطنين و أن كل “مواطن عند الحق في بلادو ” و أن الثورة مسارا وبناءا ينشده التونسيون جميعهم لذلك كنا اول ما بادر بالتوافق مع الاسلاميين لادراكنا الراسخ أن زمن التسعينات انتهي و لا مجال لسحق فصيل سياسي معين في تونس و التعايش هو مصيرنا … توافق أصبح جميل في عيون الاعلاميين بعد زمن ترويكا ….

لم نسقط أبدا لم نسقط في سياقات تزييف معارك التونسيين وتشويه أستحقاقاتهم.

لم نسقط أبدا لم نسقط في مطبات تزييف وعي التونسيين عبر الخوض الموتور في قضايا ومعارك الحشو الهووي الزائفة.

لم نسقط أبدا لم نسقط في منزلقات تقسيم التونسيين عبر الخوض في اجندات الصراعات الهووية المضللة.

حافضنا وسنحافظ على بوصلتنا تفعيلا لشعارات العدالة الاجتماعية وما تفرضه من حرص على ضمان مساواة في فرص العمل والتوزيع العادل للثروة بغية خلق دولة الرعاية الاجتماعية الضامنة لحقوق التعليم والصحة والعمل الكريم…

عندما مر التكتل بفترة عصيبة فرضتها صعوبة المرحلة وعمق التحولات وأرتفاع منسوب التوتر الإجتماعي لم نختر الهروب والانسحاب على العكس تماما تشبثنا بالقارب ولم نجنح بعيدا ولم نختر أحزاب الرفاه بل واجهنا عاصفة النقد بكل انفتاح وتعايش مع النقد دون تعصب أو نرجسية متضخمة ايمانا منا كمناضلين أوفياء أن الأساليب تتغير لكن المبادىء والأهداف ثابتة لا تتبدل…

ليس العيب ان نسقط لكن العيب ان نبقى حيث سقطنا.

سنبقى دائماً نصرعلى تجميع القوى الديمقراطية الإجتماعية وتوحيدها لمواجهة أحزاب وائتلاف حكم أمعن في تنكره لاستحقاقات التونسيين

لهم معاركهم ولنا معاركنا. حمى التموقع تكبلهم وانتظارات شعبنا بوصلتنا…

لهم مصالحهم و لهم عصابتهم يرهقون البلد دفاعا عنها ولنا ثوابتنا ومبادئنا ومطالب شعبنا نرهق ذواتنا تمسكا بها ودفاعا عنها…

تلك وعودنا وذاك طريقنا لن نزايد على شعبنا زيفا وادعاءا سنبني معه تونس أخرى ممكنة تونس أكثر عدلا وأكثر انصافا .

لازال الحلم ممكنا…مادام الفكرة لم تمت.

#قف_على_ناصية_الحلم_و_قاتل ….