تحت هذا الشعار ينعقد المؤتمر الثاني للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات ليلخص مسيرة امتدت منذ التأسيس في التاسع من أفريل 1994 إلى يومنا هذا.

من أجل تونس، ووفاء لشهداء الوطن الذين بذلوا أرواحهم فداء لحريّة البلاد و لكسر طوق الاستبداد، التزم مناضلو ومناضلات التكتل بالمبادئ التي وقفوا لأجلها بتأسيس هذا الحزب ليبقى كما وُلد، وسطيا معتدلا، اشتراكيا ديمقراطيا، متشبثا بهويته العربية الإسلامية وبشخصيته التونسية المتميزة.

هذا الشعار أيضا هو عنوان الطريق إلى المستقبل للمساهمة الفاعلة في بناء تونس الحرية والكرامة والديمقراطية والحداثة، حيث “لكلّ تونسي الحقّ في بلاده”، يبنيها مواطنون لا رعايا، يفتخرون بالانتماء إلى ترابها ويعملون على حفظ عزّتها وضمان مناعتها ودعم تقدمها من أجل مستقبل أكثر اشراقاً لأبنائها.

إنّ طموح التكتل هو طموح كل أبناء تونس في المساواة والعيش المشترك والمصير المشترك.. كما أنّ سعي التكتل هو سعي كل التونسيين لإرساء تونس الأصيلة و الحداثيّة، تونس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، تونس الأمل و تكافؤ الفرص.

يختصر فكر التكتل و قيمه شخصيّة التونسي، فيحمل همومه وأحلامه وطموحاته، نحلم معاً بالقضاء على الفقر و الخصاصة، و بمسح الفوارق بين المدن و الجهات، نطمح أن يكون لدى التونسيّ من الفرص في بلاده ما يغنيه عن البحث عن واقع أفضل خارجها.

يعقد حزب التّكتّل مؤتمره الثاني هذا في مرحلة محورية من تاريخ تونس، و قبيل قيام الجمهوريّة الثانية، مع اصدار أول دستور تعددي يأتي ليكمّل مسيرة بناء هذا الوطن، مثمّناً العطاء الذي قدّمته أجيال النّضال و الاستقلال و مواصلا على دربهم في بناء الدّولة الحديثة، و مصلحاً ما أفسدته أيدي الطّغاة و المستبدّين ممّن عاثوا في البلاد و شعبها و مقدّراتها.

ستمرّ بلادنا قريباً الى أوّل انتخابات رئاسية وتشريعية مفتوحة وتعددية، كما ينتظر أن تكون الفترة المقبلة الحلقة الثالثة و الأخيرة من مسيرة الانتقال الديمقراطي حيث يرنوا التونسيون والتونسيات إلى المرور من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التكريس، و نتمنّى أن تكون بلادنا، مرة أخرى، نبراسا لبقية الأمم و أن تعود سريعاً واحة للحرّيّة و الأمان و التّقدّم والازدهار