قال مصطفى بن جعفر أمين عام حزب التكتل مساء أمس الجمعة 5 جويلية في كلمته بمناسبة انعقاد المؤتمر الثاني للحزب إن “الطاغية والمستبد هرب إلا أن منظومة الاستبداد لا تزال موجودة رغم مرور عامين على اندلاع الثورة، ولن نتخلص منها إلا بعد وقت وصبر …”.وأبدى بن جعفر ارتياحه الشديد لتحسن ظروف عمل الأحزاب بعد الثورة وانزياح الرقابة المفروضة عليها من أجهزة أمن الدولة، مرجعا الفضل إلى التضحيات الجسام التي قام بها الشباب التونسي إبان الثورة خاصة أبناء الجهات الداخلية.وقال بن جعفر” التكتل مازال موجودا … نحن مازلنا موجودين، ووصف العراقيل التي تعرض لها حزبه والانتقادات الموجهة ضده بالإشاعات المزيفة.وحيا بن جعفر في كلمته شهداء الحركة الوطنية التي قاومت الاستعمار بأشكال مختلفة إضافة إلى شهداء الثورة، وأثنى على الدور الكبير الذي لعبه الاتحاد العام التونسي للشغل أثناء الثورة في كامل مناطق الجمهورية.الاستقطاب الثنائيوصرح مصطفى بن جعفر أن الكثير من الصعوبات رافقت الانتقال الديمقراطي في تونس، ومنها الاستقطاب الحزبي الثنائي الذي عاشت على وقعه الساحة السياسية, قائلا: «هناك من يريد تقسيمنا مسلمين وكفار, أغنياء وفقراء… وهناك من يسعى إلى تأليب أطراف ضد أخرى …”.وقال بن جعفر “لا بد من محاسبة داخل إطار العدالة الانتقالية ولا يجب أن تتنزل ضمن العقاب الجماعي…”.وأوضح بن جعفر أن الثورة التونسية في حاجة إلى التحصين, مشيرا إلى أن سبب الخلاف يكمن في المضمون وكيفية التحصين قائلا إن التاريخ حمل في طياته تجارب انتقالية فاشلة لبعض الدول نتيجة عودة قوى الردة، وسنبقى جميعا مناضلين من أجل العمل والحرياتلنا منافسون لكن ليس لنا أعداءوأوضح بن جعفر أن حزبه يحظى بتأييد عدد كبير من الفئات الاجتماعية كما أنه لا يرتقي إلى مستوى تطلعات البعض لكن دون الوصول إلى درجة معاداة أي طرف, قائلا: «لنا منافسون لكن ليس لنا أعداء وهذا شعار التكتل…”.وأقر رئيس المجلس التأسيسي أن “الترويكا” الحاكمة ليست راضية على كثير من الأشياء التي وقعت في تونس , مضيفا أن الإخلالات التي وقعت لا يمكن أن تحجب عن الجميع مدى فرادة التجربة التونسية .وعن الشأن المصري قال بن جعفر ” هل وقع في مصر انقلاب أم ماذا ؟ وأن ما وقع في مصر لا يمكن تصديره إلى تونس , قائلا: “لأنه عندما كان بن علي يضطهد المعارضة كانت متماسكة …”.حضور عدد من الشخصياتوقد شهد افتتاح المؤتمر الثاني لحزي التكتل من أجل العمل والحريات حضور عدد من أعضاء الحكومة ونواب المجلس التأسيسي وبعض سفراء دول صديقة وشقيقة.وكان من بين الشخصيات التي واكبت فعاليات المؤتمر الثاني للتكتل والأول بعد الثورة، راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، الأمينة العامة للحزب الجمهوري مية الجريبي وعدد من قادة حزب المؤتمر من أجل الجمهورية عماد الدايمي وطارق الكحلاوي، ومحمد الحامدي أمين عام التحالف الديمقراطي إلى جانب مناضلين سياسيين على غرار أحمد المستيري وممثل عن حركة فتح الفلسطينية.