في مجلس الوطني للتكتل : بن جعفر يفتح الباب أمام مناضلي التكتل الذين غادروه من غير المشككين فيه… ويؤكّد أنّ حزبه أنقذ البلاد من حمام دم عقد اليوم الأحد حزب التكتل من أجل العمل والحريات اخر مجلسه الوطني قبل عقد مؤتمره الثاني بعد الثورة نهاية الأسبوع القادم،وذلك بأحد نزل العاصمة تونس.وقد ألقى مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي والأمين العام للتكتل في افتتاح أشغال المجلس كلمة أكّد من خلالها علىعراقة حزب التكتل، مذكّرا بأنه كان يضمّ عددا محدودا إلى غاية وقوع ثورة 14 جانفي التي فتحت الباب أمام شباب تونس فتدفقوا وانصهر في هذا الحزب عدد كبير من المناضلين والمناضلات، وقال : “كنا عددا محدودا والآن أصبحنا بالآلاف”.وأضاف : “وتمكنا بأن نشارك بشكل محترم في أول انتخابات نزيهة وشفافة في تونس.. ثم انطلقنا في أول تجربة في الحكم وفي تسيير شؤون الدولة في ظرف صعب وامام انتظارات الشعب الكبيرة.. بعد ان عاش تحت طائلة القمع والفساد ..وامام قضايا اجتماعية حارقة اولها البطالة ومعضلة التفاوت بين الجهات التي ستكون مشكل المشاكل التي يجب على التكتل أن يستعد لمواجهتها في مثل هذه المرحلة الانتقالية مع القطع مع المنوال الحالي والماضي في إطار الحريات المكتسبة “.ومن جهة أخرى، بيّن بن جعفر أنّ عديد الأصوات من منطلق الحسد أو الحب للحزب عمدوا إلى التشكيك في الحزب على نطاق واسع، قائلا : ” لا ندري من يخطط لها فالحزب أصبح في موقع متميز ووسط الخارطة السياسية في تونس التي لا يمكن أن تسير الا بالوسط المعتدل والمنفتح على القيم الكونية وتحقيق العدالة الاجتماعية..و كل هذه من مميزات التكتل…فالتكتل دافع بكل صرامة وبكل لياقة واحترام للاخر.. نعرف كيف نفتك… نفتكّ بالاقناع وليس بالعياط والصياح…كما سنؤكّد في مؤتمرنا على مبادئ الحزب الذي سيبقى وفيا لها… وسيبقى التكتل وفيا للثورة وشهدائها الأبرار”.وأضاف : “ربما خرجوا من التكتل  مناضلين ياليت لو يعودون وأبوابنا مفتوحة لهم… ولكن تخلص التكتل من عديد النباتات الطفيلية والأطراف الانتهازية التي جاءت للتكتل لغاية في نفس يعقوب أو من أجل مصالح ومن بينيهم من خرج وعمد إلى التشكيك في التكتل وهؤلاء عدد قليل لن يؤثر في مسيرة التكتل”.وفي سياق آخر، تحدّث بن جعفر عن ما يعاب على التكتل، وقال : “عندما  انتهت الحملة الانتخابية ..وبعد 23 أكتوبر خرج التكتل من الحملة الانتخابية واهتم ببناء الديمقراطية وتونس الجديدة …وسيثبت التاريخ أن التكتل في صحة جيدة متراص الصفوف…”وعن دخول التكتل في الائتلاف الحكومي أكّد بن جعفر أنّ دخول التكتل مع أحزاب لها مرجعيات مختلفة عنه كان بعد التفكير في مصلحة تونس، وقال : ” ولو لم نعشِْ هذه التجربة لكنا اليوم في فوضى حتى لا نقول رانا في الدم للركبة…والعديد اليوم ينظرون للتجربة التونسية باحترام كبير مقارنة بالبلدان التي عاشت نوعا من التحوّل”وأضاف : “اليوم هناك وجوه في التكتل صامدة رغم العواصف والرياح ورغم كل الإغراءات وصعوبات المرحلة”  تفاصيل حول المجلس   أمّا عن انعقاد هذا المجلس الأخير قبل انعقاد المؤتمر الثاني للتكتل، بيّن مصطفى بن جعفر أنّه تمّ عقد هذا المجلس لأن الظروف التي عاشتها تونس وكل الأحزاب بعد الثورة أكّدت على ضرورة مواجهة المرحلة الانتقالية، قائلا :  “لقد فتحنا أبوابنا للأطراف التي جاءت لترفع معنا “أذن القفة” ويمكن أن تقدم الإضافة”. وقال بن جعفر إنّ هذا المجلس سيكون في شكل ورشات عمل لوضع اللمسات الاخيرة للمقترحات التي ستقدم للمؤتمر القادم.ومن جهته، أفاد “الصباح نيوز” محمد بنور الناطق الرسمي باسم التكتل أنّه سيتمّ إعداد مشاريع لوائح اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية في أربعة ورشات كلّ واحدة على حدة إضافة إلى ورشة خامسة كلفت بإعداد مشروع لتنقيح النظام الداخلي، على أن يعدّ كلّ رئيس لجنة من هذه اللجان تقريرا يرفع للمؤتمر الوطني للحزب.وللإشارة فإنّ أشغال الورشات مغلقة وتتواصل على امتداد اليوم الأحد.
عبير الطرابلسي