بعد خروجه من الحكم سنة 2014، مرّ التكتل بمرحلة تقييم ذاتية أدّت إلى صعود عدد من الأسماء الجديدة والشابة إلى المناصب القيادية في الحزب. هذه القيادة سيلقى على عاتقها مهمة استرجاع ثقة المواطنين والعمل من أجل خلق أرضية صلبة ليسار اقتصادي واجتماعي يخلق التوازن في المشهد السياسي المهزوز في تونس اليوم.

فيما يلي خلاصة ما جاء به المؤتمر الذي انعقد أيام 8، 9 و10 سبتمبر 2017 إلى جانب المجلس الوطني المنعقد في غرة أكتوبر 2017.

انتخاب القيادة الجديدة وتوزيع المسؤوليات داخل المكتب السّياسي هي آخر حلقات عمليّة إعادة الهيكلة التي قام بها حزب التكتل، والتي امتدّت على أكثر من سنة.

تأتي إعادة هيكلة الحزب كأحد مخرجات ​عمليّة التّقييم والمراجعة الشّاملة التي أطلقها الحزب غداة نتائج انتخابات 2014 وأفضت إلى إعادة تركيز الفروع ثمّ عقد المؤتمرات الجهوية والإقليمية، وعقد مؤتمر المنظّمة الشبابيّة، وصولاً إلى تنظيم المؤتمر الوطني في 9، 8و10 سبتمبر الماضي، والمصادقة على النظام الداخلي الجديد ومختلف اللوائح.

تميّزت الهيكلة الجديدة للحزب بعمليّة تجديد واسعة مع صعود العديد من الأسماء الجديدة إلى الهياكل القياديّة

بعد انتخاب خليل الزاوية في رئاسة الحزب وهالة بن يوسف كنائبة له على أعقاب المؤتمر، أفضى المجلس الوطني الأول إلى انتخاب كلّ من:

  •  الياس فخفاخ وعفاف داود في رئاسة المجلس الوطني،
  •  كمال القرقوري وعربية القوصري في الأمانة العامّة.

نصّ النّظام الدّاخلي الجديد للتكتل على:

  • اعتماد الثّنائية والمناصفة في كلّ المناصب القياديّة، بحيث يكون لكلّ من منصب الرئيس وأمين عام الحزب ورئاسة المجلس الوطني نيابة، على أن يكون في كلّ وظيفة رجل وامرأة.
  • اعتماد قيادة موسّعة تتشكّل من سداسيّ يحمل تنوّعاً ثريّاً على رأس التكتّل، تجنب نزعة الاستفراد بالقرار وتضفي حيويّة على الحزب عبر انفتاحه على القوى المجتمعيّة الحيّة.
  • خلق خطة الأمانة العامة لتقوم على الشأن التنفيذي للحزب ​وتنظيمه وإدارة شؤونه، بينما تعتني الرّئاسة بالشأن السياسي وبتمثيل الحزب والتعبير عن مواقفه وتوجّهاته.

تتميّز القيادة الجديدة بحضور هام للشباب والمرأة والمواطنين بالخارج، بما يجسّد الشعارات التي يرفعها الحزب من ضرورة تفعيل وتطوير دورهم في العمل السياسي ودفعهم لتولّي المزيد من المسؤوليات العليا.

انخرط قدماء الحزب وأعضاءه المؤسسين في عمليّة التّشبيب، إيماناً منهم بضرورة تجديد أساليب العمل وتطويرها وبما يعكس رؤيا مشتركة للسياسة التي يراد للحزب أن يتمشّى فيها في المرحلة المقبلة.

شأنه شأن باقي الأحزاب في تونس، عرف التّكتّل صعوبات وأزمات وتحدّيات كبيرة في السنوات الماضية ولكنه بقي محافظاً على سمعته كحزب مسؤول يشهد له بالنزاهة ونظافة اليد وبتقديم المصلحة الوطنية على أي اعتبارات أخرى.

المهمّة الأساسيّة الملقاة على عاتق القيادة الجديدة للتكتل هي إعادة ترتيب البيت وتحقيق دفعة إيجابيّة للحزب حتى يجدّد حيويّته ويستعيد المكانة التي يستحقّها في السّاحة السّياسيّة التونسيّة.

تونس في حاجة إلى ​تكتّل قويّ وإلى عائلة ديمقراطية اجتماعية قوية، فمع ضعفه وتأخّره عن السّاحة، تقدّمت الأحزاب الانتهازية واستحوذت على مراكز النّفوذ على الدّولة وتمأسس الفساد مما أدى إلى عدد من الانتكاسات الخطيرة للديمقراطية التونسية الناشئة. ويتعاطى مناضلو التكتّل مع هذا الواقع ومع ضرورة تعديل الكفة لصالح أهداف الثورة من عدالة اجتماعية وقضاء على الفساد، كمسؤوليّة، وكتحدّي لا بدّ من رفعه.

 

Télécharger (PDF, 682KB)